نــوّاب القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتـــدى يُعـنى بأخبار نواب القدس والاعتداءات الأخيرة على مدينة القدس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخيمة والأعمدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مـَقدسية
Admin
مـَقدسية


عدد المساهمات : 269
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
العمر : 33
الموقع : On JeRuSaleM HeaRt

الخيمة والأعمدة  Empty
مُساهمةموضوع: الخيمة والأعمدة    الخيمة والأعمدة  Empty16.08.10 10:26

الخيمة والأعمدة  Filemanager

النائب محمد إسماعيل الطل

سجلت الخطوة التي اتخذها نواب القدس ووزيرها السابق نجاحا بكل المقاييس، اختيار المكان ورمزيته، ووفود التضامن التي تجاوزت المستوى الشعبي إلى المستوى الرسمي حيث زار الخيمة كثير من الشخصيات الرسمية على مستوى السفراء والنواب ورؤساء المؤسسات والشخصيات الاعتبارية.

كذلك كان النجاح ملحوظا على مستوى الفعاليات والنشاطات، فقد نظمت الكثير من المسيرات وأم الخيمة كثير من الخطباء والمتحدثين، والنجاح أيضا كان بارزا وملحوظا في الحشد الإعلامي، فقد كان جليا وواضحا اهتمام الإعلام بكل مستوياته ووقوفه خلف قضية النواب وخطواتهم الاحتجاجية حيث أصبحت خيمة الاعتصام على كل لسان وفي كل بيت، فكان ما قام به نواب القدس ووزيرها يستحق منا كل تقدير وتأييد واحترام.

غير أن القضية برمتها ينبغي ألا ينظر إليها من هذه الزاوية فقط، وان كنا نؤمن بان كل ما جرى مهم للغاية، فتصعيد الاحتجاج ومقاومة الإبعاد إلى النهاية أمر مطلوب وضروري، إذ لا يعقل أن يسلم النواب بقرار الإبعاد دون اتخاذ ما يمكن من إجراءات، ودون القيام بما هو مطلوب من خطوات، وهذا ما فعله أحبابنا نواب بيت المقدس، فنجحوا بذلك أيما نجاح، واستطاعوا إعطاء القضية ما تستحق من أهمية وما تتطلب من إجراء،غير أننا ندرك أن للقضية متطلبات أكثر بكثير من نصب خيمة أو إلقاء خطبة أو القيام بفعالية.

فمنذ الساعات الأولى لبروز قضية الإبعاد، وبدء اتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذها، كان لقاء النواب مع قيادة السلطة في رام الله، كان اللقاء على أعلى مستوى، وتكرر اللقاء بعد أيام قليلة وخرجت تصريحات كثيرة لتؤكد أن القضية قد حلت وان الأزمة قد فككت، فقط بعض الإجراءات الفنية بقيت لإغلاق الملف وإنهاء الأزمة وأن هذا نتاج عمليات اتصالات عالية المستوى بين القيادة والعالم - أمريكا وأوروبا وغيرهما- لمنع الإبعاد وإلغاء القرار، يوم أو يومين اعتقل النائب أبو طير وأودع السجن وضيق على الآخرين حتى التجئوا إلى الخيمة وبدا واضحا أن شيئا مما ذكر سابقا لم يكن صحيحا، أو أن العدو ضرب كعادته بكل تلك الاتصالات عرض الحائط ولم يعبأ بها ولم يعطها أي اهتمام، وإزاء هذا التعنت كان لابد من موقف بحجم وخطورة القضية، كان لا بد أن تكون هناك مطالبة صريحة بالتراجع وان تكون الاستجابة علنية لا لبس فيها، وكان لا بد من وضع ذلك كشرط أمام انطلاق قطار المفاوضات المباشرة، وأن يضاف هذا الشرط إلى ما كان في جعبتنا سابقا من شروط كوقف الاستيطان والاعتراف بالحدود، وتثبيت القدس كعاصمة للدولة وتحديد المرجعيات الثابتة لأي تفاوض، هذه الشروط التي تحدث عنها الكثيرون باعتبارها خطوط حمراء لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها، هذه التي لو بقيت ثابتة صامدة لأمكن أن نضيف إليها ما نشاء، أما وقد تم تجاوزها والتنازل عنها فلم تعد هناك قاعدة مقبولة للاشتراط، ولم تعد هناك أرضية قابلة للتعامل مع أي اشتراطات مهما كانت ضرورية، ومهما كانت خطورة التنازل عنها.

لا يمكن النظر إلى قرار إبعاد نواب الشرعية المقدسية بمعزل عما يجري للقدس منذ سنوات فالجميع يرى أن المدينة قد طوقت رقبتها بسلاسل الاستيطان المحكمة حتى اختنقت أو كادت، فأدى ذلك إلى عزلها بشكل كلي عن محيطها، لا يدخل إليها إلا بعض الفلسطينيين كحالات إنسانية تمنح لهم تصاريح بقدر لا يكاد يكفي حاجتهم من الوقت، غالبا ما يكون للعلاج أو ما شابه، وفي داخل القدس تتواتر الأخبار عن حملات مسعورة لجمعيات مشبوهة نشطت في شراء العقارات كل ذلك يأتي ضمن خطط مدروسة بعناية تهدف إلى تفريغ المدينة من أهلها وخلق الوقائع على الأرض وفرض الحلول التي يراها العدو مناسبة، في ظل ما نرى من تردي ووهن في الموقف العربي، ناهيك عن تراجع الموقف الفلسطيني في كل مرة إلى ما بعد مربع البداية والى ما قبل خط الانطلاق، مع إدراكنا أن قضية الإبعاد هي حلقة في سلسلة الإجراءات الطويلة التي يقوم بها الاحتلال تضاف إلى حلقات الحفريات ، الاستيطان ، التهويد ، هدم المنازل، منع تراخيص البناء، دعم المستوطنين لاحتلال البيوت، ومع يقيننا أن خطورة هذه الخطوة حال نجاحها تكمن في أنه سيكون من السهل واليسير اقتلاع المواطن الفلسطيني دون أن يلتفت إليه أحد أو أن ينشد إليه إعلام، أو أن يتخذ من أجله قرار.

تقف خيمة الاعتصام في باحة مؤسسة دولية مهمة، تواجه بإجراءات احتلالية تعتمد على عامل الوقت وطول النفس، واغتنام الفرص، ويدرك العدو أن هذه القضية لم تعد من أولويات الطرف الفلسطيني الرسمي، وأن الموقف العربي بات غير مكترث بها، في ظل الحديث المتزايد عن دخول السلطة وبغطاء عربي إلى حرم المفاوضات المباشرة تاركا وراءه كل الشروط ومتخليا عن كل المطالب، وبدا الجانبين العربي والفلسطيني عاجزين تماما عن اتخاذ أي إجراء من شأنه منع اقتلاع النواب من مساكنهم ومن مدينتهم، ولا غرابة في ذلك إذ أصبح التخلي عن الشروط والاستجابة للضغوط سمة ملازمة للطرف الفلسطيني، وأصبح الغطاء العربي شماعة يعلق عليها ضعفنا وعدم قدرتنا على الثبات على المواقف.

اليوم ومع انقياد الجميع إلى حيث يجلس نتنياهو مستعدا لاستقبالهم في ملعبه ووفقا لمطالبه، تبقى الخيمة منصوبة تثور حولها رياح هوجاء تطمع في اقتلاعها من الجذور وإزالتها من الوجود، ويبقى نوابنا ووزيرنا وشعبنا في القدس متشبثين بها، ونبقى نصرخ ونقول الخيمة منصوبة والوقفة مطلوبة لكن الخيمة بحاجة إلى دعائم بحاجة إلى مواقف بحاجة إلى أعمدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nuwwab.yoo7.com
 
الخيمة والأعمدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نــوّاب القدس :: الأقســام العامة ~ :: قسـم المقالات ~-
انتقل الى: