نواب المقدسيون والوزير السابق على أعتاب رمضان.. حنين إلى مائدة تجمعهم
كاتب الموضوع
رسالة
مـَقدسية Admin
عدد المساهمات : 269 تاريخ التسجيل : 30/06/2010 العمر : 33 الموقع : On JeRuSaleM HeaRt
موضوع: نواب المقدسيون والوزير السابق على أعتاب رمضان.. حنين إلى مائدة تجمعهم 11.08.10 20:49
القدس - ميسة أبو غزالة/ خاص
"بابا بدنا نفطر معك.. بابا هل سوف ننزل إلى صلاة التراويح والفجر سوياً إلى الأقصى خلال شهر رمضان؟؟ طال غيابك عنا متى سترجع؟؟ أسئلة يرددها أبناء نواب القدس ووزيرها السابق المعتصمين في مقر الصليب الأحمر مع حلول شهر رمضان المبارك، فكما يحبون الأقصى والقدس فإنهم يحبون والدهم وعائلتهم.
سنوات لم تجتمع العائلة فيها على مائدة واحدة، سجون ومعتقلات وحديثاً قرار الإبعاد الذي تصدى له الوزير السابق خالد أبو عرفة والنائبين أحمد عطون ومحمد طوطح.. أبناء الثلاثة لم يصلوا لمرحلة البلوغ، لكنهم وصلوا إلى مرحلة النضج الفكري، فالأطفال عموماً لا تتعدى أفكارهم اللعب والمرح في العطلة وقضاء رمضان مع أهلهم، لكن أفكار أبناء النواب تدخلت بها السياسة والأحداث.
النائب أحمد عطون...
للنائب أحمد عطون أربعة أبناء أكبرهم 13 عاما وأصغرهم 7 أعوام، وتقول زوجة النائب أم مجاهد: "كنا نتوقع أن نفطر سوياً على مائدة إفطار واحدة بعد غيابه لأربعة رمضانات قضاها في السجون الإسرائيلية"، وتضيف: "أن الوضع سيكون صعباً على أطفالنا فكانوا بانتظار خروج والدهم من السجن ليقضوا معه شهر رمضان حيث تعلموا الصيام وهو داخل السجن".
أما عن أبناء عطون والعطلة الصيفية فقالت أم مجاهد :"لم نشعر بها على الإطلاق كنا ننوي تسجيل الأولاد بدورات تقوية وتجويد لكن الحضور اليومي إلى الصليب الأحمر وعدم الاستقرار في المنزل حرمهم.. كذلك لا نزهات أو مشواير عائلية".
وأكدت أم مجاهد أن الأجواء والمشاعر لأطفالها لا يمكن وصفها، فكانوا بانتظار هذا الشهر الفضيل لحظة بلحظة ويسألون: لماذا كل أطفال العالم يفطرون سويا مع عائلتهم ووالديهم ونحن لا؟؟
النائب أحمد عطون "أبو مجاهد" تعود على غياب رمضان عن عائلته حيث يقول: "هذا رمضان ال13 خلال حياتي والخامس على التوالي لن أقضيه مع عائلتي وبين أهلي بسبب سنوات الاعتقالات، أن ما يجري لنا هو زيادة في ظلم الاحتلال لكن هذا رضى من الله والأجر والثواب منه"، وأضاف: "كمشاعر إنسانية أتمنى وجودي مع عائلتي لكننا مكرهين على ذلك، فمنذ 40 يوماً لم نتناول طعام الغذاء سوى مرة واحدة سوياً".
وقال النائب: "إن أطفالنا بسن حرج فهم في مرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة وهم بحاجة إلى رعاية وحنان، ورغم ذلك نحن على استعداد للتضحية في مشاعرنا وحريتنا من أجل الأقصى والقدس ونحاول أن نغرس معاني حب القدس والأقصى في قلوبهم وهم يقولون باستمرار هذه الكلمات ويرددوها بألسنتهم لكنهم يعانوا من مشاعر الحرمان التي ستؤثر على سلوكهم مستقبلا".
وزير القدس السابق المهندس خالد أبو عرفة
ولا يختلف وضع الوزير السابق أبو عرفة العائلي عن النواب حيث قال: "نحن مقدسيون ونحن جزء من المبعدين بحاجة إلى أيام يلتم شملنا فيها حول أسرنا وأطفالنا ولا يكاد يمر أي يوم في المدينة إلا ونسمع عن اعتقالات وهدم ومصادرة وسحب هويات هذه الحالات تشتت الذهن والقلب والعائلة".
وأضاف: "لا يزال الإنسان الفلسطيني عامة والمقدسي على وجه الخصوص يعيش أجواء حزينة تشتت الذهن والقلب وليس كأي إنسان في العالم، الذي يتمتع بكافة الحقوق والكرامة، لكننا سنستمر في مقاومة الاحتلال في كافة الوسائل المشروعة وسنبقى في منازلنا وننقل الرسالة إلى أطفالنا.
وقال: "حتى عندما نكون مع أطفالنا ونجتمع حول مائدة واحدة ننشغل بنقل الرسالة لهم بضرورة الثبات والصمود بالمدينة ونخشى على أهلنا وأبنائنا من الإبعاد والتهجير الذي تخطط له إسرائيل ليل نهار..".
وقال أبو عرفة: "أطفالنا يدركون أن هذا الوقت ليس هو الفرح المطلوب.. هم يرون أطفال العالم وهم يلهون على شواطئ البحار ويلعبون في الأندية والبساتين برفقة ذويهم ويتساءلون ويقولون أنه لا بد من أن تكون أجواء مماثلة من خلال شعورهم بالأمن بالبيئة المحيطة مع الوالد والوالدة والأخوة والأخوات لكن من الصعب الابتسامة في أوقات الحزن".
وأكد أنه وبحسب أنظمة بلدية القدس يجب أن يكون هناك 185 حديقة بين الأحياء في القدس لكن لا يوجد سوى 8 متنزهات فقط في شرقي القدس تفتقر المواصفات اللازمة للأمان فيضطر الأطفال للعب في الأزقة والحارات ويعرضون حياتهم للخطر.
إلى ذلك طالب أبو عرفة المؤسسات الدولية توفير الحماية والرعاية لكافة المقدسيين لأنهم تحت احتلال.
وقال: "كان من المفترض أن يسجل أبنائي بدورات سباحة ولعب وقوى أجسام لكن لم يتحقق ذلك لأنهم بحاجة لوالد بقربهم لمتابعتهم واصطحابهم".
يذكر أن الوزير السابق أبو عرفة لديه 5 أبناء أكبرهم 19 عام وأصغرهم 5 سنوات.
النائب محمد طوطح
أما النائب محمد طوطح فلم يتمكن خلال 28 يوماً بعد الإفراج عنه وقبل بدء اعتصامه بالصليب الأحمر الجلوس مع أطفاله الأربعة وزوجته، حيث كان يستقبل المهنئين باستمرار ويعمل لمواجهة قرار الإبعاد، رغم انتظارهم الإفراج عنه، ويقول: "أفرج عني بتاريخ 02/06/2010م وبعد يوم سحبت هويتي الشخصية واستدعيت لاتسلم قرار مغادرة المدينة".
وأضاف: "نحن كعائلة متعلقون بالمسجد الأقصى المبارك وتعودنا خلال شهر رمضان الذهاب إليه لأداء صلاة التراويح والفجر حيث اصطحب أطفالي..لكن هذا رمضان الخامس الذي سأكون بعيدا عن أهلي وبيتي والأقصى علما انه لا يبعد عني سوى 500 متر فقط".
وقال: "أطفالي يحبون الذهاب إلى الأقصى..وكانت المكافأة الكبرى التي كنت أقدمها لأطفالي قبل وبعد الإفراج عني هي اصطحابهم إلى صلاة الفجر.
وعن مشاعر أطفاله عشية رمضان يقول: "وهم يدعون الله باستمرار أن يفرج عني خلال رمضان، لأنهم سيفتقدونني فيه على مائدة الإفطار وفي السحور، كما لن أشاركهم في شراء فانوس رمضان الألعاب العيد وصلاة العيد".
أبناء النائب طوطح أكبرهم 13 عام وأصغرهم 6 أعوام، ويقول طوطح :"أشعر أن ابني الصغير عبد الرحمن دائماً ملاصق بي، لأنه عندما سجنت كان عمره عامين فقط وهو دائماً يقول لأمه "أنا لا أتذكر بابا أنه موجود"".
فعاليات رمضانية..
وفي رمضان هذا العام وفي خيمة التضامن والاعتصام مع النواب والوزير السابق ستقام موائد إفطار يومية إضافة لصلاة التراويح، حيث من المتوقع أن يؤمها العشرات من أبناء المدينة والداخل الفلسطيني، ومن المتوقع أن يفطر أبناء وزوجات النواب في اليوم الأول من الشهر الفضيل في مقر الصليب الأحمر.
لكن رغم تواجد عشرات المتضامنين والشخصيات والوفود وتضامنها مع النواب والوزير إلا أنهم سيفتقدون وجود العائلة والأبناء بينهم على انفراد في البيت، والعيش بهدوء وراحة بال
نواب المقدسيون والوزير السابق على أعتاب رمضان.. حنين إلى مائدة تجمعهم