شارك المئات من عشائر وحمائل ووجهاء مدينة القدس بعد صلاة الجمعة أمس بإطلاق وثيقة " الرباط المقدسية " في المسجد العمري في صورباهر .
size=18][/size]
واستنكر المشاركون ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية بحق مدينة القدس وسكانها ، وكان آخرها تسليم قرارات سحب حق المواطنة والإبعاد عن مدينة القدس للنواب محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح ووزير شؤون القدس السابق خالد أبو عرفة . وأعتبرت العشائر هذه الاجراءات باطلة ومجحفة بحق السكان المقدسيين وظالمه لهم .
وطالبوا كل مدن فلسطين وقراها ومؤسساتها الحقوقية والحكومية بتبني هذه القضية والوقوف معها، باعتبارها قضية رباط وصمود إلى يوم الدين. ووقع وجهاء وحمائل القرية على الوثيقة كي يثبتوا للجميع أن كل المقدسيين مهتمين بقضية النواب وأن الإبعاد إن طال النواب اليوم فسيطال كل مواطن مقدسي غدا.
مسيرة حاشدة
وبعد التوقيع على الوثيقة إنطلقت مسيرة حاشدة من المسجد العمري حتى دوار الشهيد إياد عويسات، حيث شارك في المسيرة العديد من الوجهاء والمخاتير والشخصيات المقدسية إلى جانب النواب.
وألقى النواب كلمات أكدوا فيها على صمودهم وثباتهم داخل مدينة القدس، مشددين على أن الاحتلال مهما فعل ومهما إتخذ من قرارات لن يخرجهم من مدينتهم ولن يقتلع جذورهم منها فلا توجد حياة خارج مدينة القدس والشهادة على ترابها أفضل من الخروج منها.
ويذكر أن النائب محمد أبوطير حسب القرار الذي تسلمه من سلطات الاحتلال لا يحق له البقاء في المدينة غدا الساعة 12 ظهرا، ويعتبر حسب القرار مواطن غير قانوني ويجب إبعاده عن المدينة.
وثيقة الرباط المقدسية
وتحت عنوان " لتتوقف سياسة الابعاد الجائرة وإلى الأبد " جاء في الوثيقة المقدسية لمساندة المهددين بالإبعاد من النواب المقدسيين والوزيرالسابق " نحن الموقعون أدناه ، رجالات مدينة القدس من العلماء ورجال الدين والأكاديميين والسياسيين ورجال الأعمال والوجهاء ، وعموم شخصيات المدينة الإعتباريين ، نعرب عن دهشتنا وقلقنا العظيم إزاء الذي يحصل لشعبنا الفلسطيني عامة ، بسبب الإحتلال الإسرائيلي الغاشم ، من قهر وظلم واحتلال وابتزاز وحصار ، ولما تعانيه (مدينتنا المقدسة خاصة ) من تهويد واستيطانٍ ، وتشويهٍ للمعالم المقدسة ، وتشريدٍ وإبعادٍ لأهلها وأبنائها ، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية .
ففي خطوة غير مسبوقة وغاية في الخطورة ، أقدمت فيها سلطات الإحتلال مؤخراً ، على مصادرة إقامات ثلاثة من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المقدسيين ، ووزير شؤون القدس السابق ، السادة (محمد أبوطير وأحمد عطون ومحمد طوطح وخالد أبوعرفة) ، وسلمتهم إشعاراتٍ بمغادرة المدينة خلال شهر، واعتبار إقاماتهم لاغية بعد انقضائه، وهددتهم بتنفيذ إجراءات الإبعاد القسري , في حال عدم الإستجابة لهذا التهديد .
إجراء باطل بحق المقدسيين
إن هذا الإجراء الباطل والمجحف ، بحق أهلنا المقدسيين ، والمتنكر لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية ، يشكل سابقة خطيرة ، في حق شعبنا وقضيته ومقدساته ،( حيث تقضي بإبعاد جماعي لنخب المدينة المقدسة وقادتها )، استمراراً لسياسة التضييق الظالم والمستمرعلى قيادات المدينة ومؤسساتها الوطنية، ضاربة بعرض الحائط حرية شعبنا في اختيار ممثليه ونضاله المشروع ، في سبيل تحقيق مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
إن سياسة سلطات الإحتلال ، وإجراءاته العنصرية البغيضة ، والتي تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم ، وتتجلى في استمرار الحصار على أهلنا في قطاع غزة ، وتهدد بتهجير الآلاف من أبناء شعبنا ، وتشدد إجراءات القمع على أبنائنا الأسرى في سجون الإحتلال ، مستغلة استمرارالإنقسام الفلسطيني ، وغياب استراتيجية العمل الوطني الموحد ، لتؤكد على ضرورة التصدي لهذه السياسات الإجرامية ، بسلاح الوحدة والتكاتف الفلسطيني على قاعدة الحفاظ على الثوابت الوطنية، والدفاع عن المقدسات ، حتى نيل كافّة حقوق شعبنا المشروعة .
حقّنا مقدّس كفلته الشرائع السماوية
وإننا في موقفنا المساند والمتضامن مع أبناء شعبنا وقضاياه العادلة ، لنعلنها صريحة مدوية ، أنّ حقنا في تقرير مصيرنا على أرضنا ، غاية لن نحيد عنها ، مهما اشتدت إجراءات الاحتلال وحشية وإرهاباً ، ومهما تعاظمت التضحيات ، ولن نتوقف عن نضالاتنا وصمودنا ، حتى ننعم بدولتنا المستقلة ، وعاصمتها القدس الشريف ، وإنّ حقّنا المقدس ، حقّ أصيل كفلته الشرائع السماوية ، والمعاهدات والاتفاقات الدولية . ولا تلغي هذا الحقّ ، ولا تبطله ادّعاءات الاحتلال ، وإجراءاته الغاصبة.
ونداؤنا لشعبنا عامة ، وأهلنا في بيت المقدس خاصة ، أن يتشبثوا بحقوقهم المشروعة ، ويصمدوا على أرضهم، ويرابطوا عليها ، فوجه الإحتلال البغيض لن يدوم ، وها هي عوراته تتكشف بنضالات شعبنا وثباته ومؤازرة الأحرار في هذا العالم ، ونداؤنا لقادة شعبنا الفلسطينيّ ، أنه آن الأوان للبدء في مشروع الوحدة وجمع الكلمة ، فإن الإنقسام جرح بليغ ، يستنزف طاقات شعبنا ومقدّراته ، و يغري به خصومه وأعداءه . وإنه لصبر ونضال حتى تحقيق السيادة والكرامة - التواقيع محفوظة - المتضامنون من رجالات القدس مع النواب المقدسيين والوزير السابق .