وصل إلى خيمة الاعتصام بعد ظهر اليوم الجمعة 20/08/2010م وزير شؤون الأسرى السابق المهندس وصفي قبها ووزير الأشغال السابق المهندس عبد الرحمن زيدان، والنائب في المجلس التشريعي الأستاذ حاتم قفيشة والنائب الأستاذ فتحي قرعاوي والنائب الشيخ فضل صالح، بعد أن تمكنوا من دخول مدينة القدس وأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك.
حيث التقوا بالنائبين محمد طوطح وأحمد عطون ووزير شؤون القدس السابق خالد أبو عرفة وتباحثوا فيما بينهم بآخر التطورات الجارية على صعيد قضية الإبعاد وما ترتب عليها من مستجدات.
وأكد النائب حاتم قفيشة والذي كان أحد مبعدي مرج الزهور أن التاريخ يعيد نفسه، فقبل ثمانية عشر عاماً قام الاحتلال بمحاولة فاشلة لإبعاد 415 قيادياً إلى خارج حدود فلسطين، وها هو اليوم يكرر نفس تجربته الفاشلة بمحاولة إبعاد النواب والوزير من مدينة القدس ليلحقهم بالمزيد من القادة الفلسطينيين في المدينة.
وأضاف قفيشة: "حينما صمد المبعدون في مرج الزهور رضخ الاحتلال لمطالبهم وعادوا منتصرين وأغلقوا باب الإبعاد إلى غير رجعة، وأنتم بثباتكم وصمودكم ستجبرون الاحتلال بمشيئة الله تعالى على التراجع عن قراره بحقكم والذي يستهدف كافة المقدسيين".
من جانبه قال الوزير السابق لشؤون الأسرى وصفي قبها: "إننا نعيش معاناتكم يومياً، كيف لا وأنتم لب الصراع في مدينة القدس".
وأضاف: "أنقل لكم تحية إخوانكم النواب في الضفة الغربية والذين يقفون معكم ويدعو لكم بالثبات والنصر، ويعملون على نشر قضيتكم في كل مكان وفي المحافل الدولية، مطالبين بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للتراجع عن القرار الصادر بحقكم".
ومن جهته فقد قال المهندس عبد الرحمن زيدان مخاطباً النواب: "إخواني الأحباب أشراف أهل القدس وتاج رؤوسنا، نتشرف اليوم بزيارتكم في سجنكم الطوعي وفي عرين صمودكم لحظة تضامن هي أقل ما يمكن من مؤازرة في وقفتكم الشجاعة نيابة عن أهل القدس ومقدساتها أنتم خط الدفاع الأول عنها في زمن عز فيه الرجال وتخلت الامة عن قدسها".
وأضاف: "وقفتكم هذه سيكون لها ما بعدها بإذن الله، وقدر الله نافذ ولكم الشرف العظيم أن يكون الفرج لأهل القدس على أيديكم، وإنهاء ملف سحب الهويات بصمودكم، وإن كنتم بعيدين عن أهلكم فأنتم إلى الله أقرب وإلى النصر والتمكين والفوز أقرب.
أما النائب فتحي القرعاوي فقال: "من قلب مدينة القدس وفي ساعة مباركة من يوم مبارك من شهر مبارك ساعة العصر من يوم الجمعة في شهر رمضان المبارك، شرفنا بزيارة مقر الصليب الأحمر حيث يرابط نواب الشرعية وممثلي المدينة المقدسة الشرعيون في مقر الصليب فرأينا في عيونهم الإصرار والعزم والثبات وعدم التراجع ورفض كل مخططات إخلاء مدينة القدس بأي ثمن كان".
وأضاف: "ومن هنا فإننا من شمال الضفة الغربية من مدينة طولكرم لمؤازرة هؤلاء الأبطال والوقوف معهم ومؤازرتهم لأن القدس رمز قضيتنا ورمز عزتنا وكرامتنا جميعاً وإلى الأمام أيها الأبطال الرجال، ثبتكم الله ونصركم الله وأيدكم الله إنه سميع مجيب".
وتحدث النائب فضل صالح: "نزوركم اليوم الجمعة في رمضان ونحن في أشرف بقاع الأرض في بيت المقدس، بيت الأنبياء والصالحين والمجاهدين والأولياء والعباد منذ أن كان الأقصى في أقصى الزمان".
وأضاف: "نتشرف بزيارتكم ونحن نراكم من أولئك النفر السابقين ومن الثلة الباقين، ونراكم مجددين لعهد عمر الفاتح، وصلاح الدين الفاتح الثاني، وإن كان للتاريخ أن يكتب مستقبلاً فلا بد له أن يذكركم في سجل الفاتحين، حيث بدأتم الفتح وكانت من بعدكم فتوح".
وقال: "لا نملك إلا أن نقول لكم جزاكم الله خيراً، وثبتكم الله ونصركم وأبقاكم أعزة في بيت المقدس مرابطين موحدين رافعين الراية"
وقد شكر وزير شؤون القدس السابق خالد أبو عرفة إخوانه على هذه الزيارة وأكد لهم أن بقاءهم في هذه الخيمة مرتبط بتراجع الاحتلال عن قرار الإبعاد، مؤكداً على ثباته وإخوانه مستمدين العون من الله.
وأضاف أبو عرفة: "لنا في إخواننا في مرج الزهور أسوة في أن الاحتلال الإسرائيلي يتقهقر أمام ثباتنا ووحدتنا، ونؤكد لكم أننا لن نتنازل عن حقنا في الوجود في مدينة القدس".
وأكد النائب أحمد عطون على أن هذه الزيارة عزيزة على نفسه وإخوانه المعتصمين، وأضاف: "لقد تحملتم مشاق السفر للصلاة في المسجد الأقصى المبارك وتغلبتم على التعب والإرهاق وقمتم بتشريفنا في مقر اعتصامنا، ونعاهدكم أننا لن نلين وسنبقى ثابتين على موقفنا مستمدين قوتنا من الله عز وجل ثم من تضامنكم معنا ووقوفكم إلى جانبنا".
أما النائب محمد طوطح فقال: "عديدة هي الوفود والشخصيات التي تأتي لزيارتنا والتضامن معنا، ولكن هذه الزيارة ستبقى في الذاكرة، كيف لا وهي من إخواننا وقادتنا".
وأضاف: "لقد أصبحت خيمة اعتصامنا عنوان الصراع في مدينة القدس، كما أصبحت قبلة المقدسيين جميعاً، ونحن ثابتون صامدون، ولن ننهي هذا الاعتصام إلا بالرجوع إلى بيوتنا وكسر هذا القرار المسلط على جميع المقدسيين".
وقد شارك الضيوف نواب القدس ووزيرها طعام إفطارهم بعد أن أدوا صلاة المغرب جماعة في مقر بعثة الصليب الأحمر الدولي بالإضافة إلى العشرات من أبناء مدينة القدس، ثم ودعوا النواب لأداء صلاة التراويح في المسجد الأقصى المبارك.