مـَقدسية Admin
عدد المساهمات : 269 تاريخ التسجيل : 30/06/2010 العمر : 33 الموقع : On JeRuSaleM HeaRt
| موضوع: عيد نواب القدس.. فرحة منقوصة وإصرار على البقاء 16.09.10 8:01 | |
| عيد نواب القدس.. فرحة منقوصة وإصرار على البقاء
الضفة الغربية "بابا.. لماذا لا تأتي معنا كباقي الآباء وتفطر معنا في البيت وتجلس بيننا، ونذهب لنصلي بالأقصى سوية..؟"، سؤال خرج من قلب طفلة لم تتجاوز العشر سنوات ليقع ثقيلا على قلب الوالد الذي احتار بماذا يجيب على ابنته، فهي تتمنى أن يشاركها والدها تفاصيل الحياة الطبيعية كباقي الأطفال.. صمت الوالد.. واعتصر قلبه ألما ولم يُجب، ليعود السؤال حائرا لقلبها..
الطفلة مريم ابنة النائب المقدسي أحمد عطون لم تكن وحدها من تسأل هذا السؤال، فأبناء نواب القدس المعتصمين داخل خيمة في مقر الصليب الأحمر بالقدس، يراودهم جميعا ذات السؤال، لكنهم بانتظار قدر الله ليجمع شملهم قريبا.
عيد بلا فرحة.. مضى رمضان.. وحلَّ العيد.. ونواب القدس على حالهم، صمود وإصرار على البقاء على ثرى القدس، ليقضوا أيام العيد بعيدا عن بيوتهم وأطفالهم، ويُحرموا فرحة العيد خارج أسوار سجن بابه مفتوح.. لا يستطيعون بلوغ أعتابه.
حيث أكد النائب أحمد عطون أن الشرطة الإسرائيلية تنتظر النواب المعتصمين منذ اليوم الأول لاعتصامهم، خارج أسوار الصليب الأحمر، وفي حال خروج أحدهم سيتم اعتقاله فورا.
وأشار عطون في حديث خاص للـ"الرسالة" إلى أن النواب مصرين على البقاء داخل خيمة الاعتصام داخل الصليب الأحمر، حيث يتم إلغاء قرار الإبعاد عن القدس الصادر بحقهم، لتكون هذه الخيمة نموذجا للتحدي والصمود لأهالي القدس جميعا، الذين يعانون سياسة الطرد والتهجير من قبل الاحتلال.
وكان أهالي القدس والمتضامنون يشاركون النواب المعتصمين طيلة شهر رمضان المبارك على موائد الإفطار والسحور بشكل يومي، حيث لفت عطون إلى أن أعداد من كان يشاركهم الإفطار خلال رمضان يصل إلى 200 شخص.
فرحة منقوصة وأضاف عطون:"مع حلول عيد الفطر السعيد سنبقى داخل الصليب، وستقام صلاة العيد داخل المقر، وسيؤمنا الشيخ عكرمة صبري المبعد أيضا عن المسجد الأقصى، وسيشاركنا أهالنا بالقدس وخاصة أهلنا في خيمة الاعتصام في حي الشيخ جراح، إضافة لأهلنا من الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، وسنقوم بتوزيع هدايا الأقصى على أطفال القدس الذين سيأتون للتضامن معنا خلال العيد".
لكن عيد نواب القدس سيحل بفرحة منقوصة.. فلن يستطيعوا مشاركة أهلهم فرحة العيد خارج خيمة الاعتصام، ولن تذهب "مريم عطون" وغيرها من أطفال النواب المهددين بالاعتقال والإبعاد بصحبة آبائهم لملاهي العيد وقضاء عطلة هادئة بعيدة عن ضجيج السياسة والاحتلال.
حيث قال النائب عطون للـ"الرسالة":"لن نستطيع أن نشارك عائلاتنا فرحة العيد، لكنهم سيأتوا لمشاركتنا العيد هنا داخل الصليب، فأبناؤنا وزوجاتنا والمتضامنين هم من يرفع معنوياتنا ويعزز صمودنا".
وكان النائب المقدسي أحمد عطون قد أمضى 12 عاما داخل السجون الإسرائيلية، مما حرمه مشاركة عائلته الكثير من المناسبات والأعياد، حيث قال:"منذ عام 2005 لم أجتمع أنا وعائلتي على مائدة الإفطار في شهر رمضان، وفي رمضان هذا العام كنا نسترق بعض اللحظات لنجلس سوية خلال الاعتصام، حيث يؤم خيمة الاعتصام المئات من المتضامنين يوميا".
وأشار:"نحن بشر لدينا أطفال نحبهم ونتمنى أن نعيش معهم كباقي الناس، أطفالنا يبدون أكبر من أعمارهم، نشئوا على أبواب السجون لسنوات طويلة عندما كنا بالأسر، والآن لا نلتقي معهم سوى دقائق معدودة بسبب كثرة المتضامنين في خيمة الاعتصام، وخلال شهر رمضان أتيح لنا مرات قليلة حتى نفطر سوية على مائدة واحدة".
ويضيف:"أطفالنا تربوا في بيوت اعتادت على الابتلاءات، لكنهم لديهم قناعة بقضاء الله وقدره، كما أن زوجاتنا تحملن المسئولية الأكبر في تربية الأطفال، ويحاولن سد الفراغ الذي سببه غيابنا عن البيت لسنوات، حتى أصبح أطفالنا هم من يرفعون هممنا ومعنوياتنا ويؤكدون على وقوفهم إلى جانبنا بالدفاع عن الأقصى والقدس، فهم ليسوا بحاجة لم يوعيهم ويصبرهم".
وأكد النائب المقدسي:"هناك جوانب وتفاصيل إنسانية كثيرة غيِّبت عنا وعن عائلاتنا، لم نختارها ولكنها فرضت علينا بسبب اعتداءات الاحتلال".
العبرة من مرج الزهور الإصرار والصمود أقل ما يمكن أن يوصف به نواب القدس، حيث أكدوا أنهم يستمدون قوتهم وعزيمتهم من تجربة المبعدين في مرج الزهور في تسعينات القرن الماضي، حيث أبعد الاحتلال المئات من قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، وبقوا صامدين رغم الأجواء الباردة والثلوج والحشرات الزاحفة وانعدام مقومات الحياة، إلى أن أجبروا العالم على الاعتراف بحقهم وعادوا لوطنهم وعائلاتهم.
ولفت عطون إلى أن المحكمة الإسرائيلية العليا قد "أجلت قبل أيام النظر في قضية النواب لأجل غير مسمى، في محاولة منها لرمي الكرة بالملعب السياسي وحل القضية سياسيا، لأنها تدرك أن قرار الإبعاد غير قانوني وغير إنساني، لكننا على يقين أنه إذا تواصل الضغط على الاحتلال فإنه سيعدل عن قراره كما أجبر على إعادة مبعدي مرج الزهور في السابق".
وقال:"بصمودنا وبما نملكه من إرادة وعزيمة ستغلق ملف الإبعاد من القدس، نحن لدينا قناعة بأن قدر الله نافذ، وأن ما سيحصل سيكون بتقدير من الله، لقد عشنا تجربة السجون لأكثر من 12 عام، ولدينا نفس طويل وقوي جدا، ومستعدون للمواجهة بأي لحظة".
وكان نواب القدس أحمد عطون ومحمد طوطح ووزيرها السابق خالد أبو عرفة قد بدؤوا اعتصاما قبل أكثر من شهرين داخل مقر الصليب الأحمر بمدينة القدس المحتلة، بعد أن أصدر الاحتلال قرارا بإبعادهم عن المدينة وعن مكان سكنهم. | |
|